في ظل التطور التكنولوجي، وسرعة تبادل الاخبار ونقل المعلومات، جاءت أهمية حماية السمعة والشرف، للحفاظ على استقرار المجتمع وسلامة الفرد، فقامت السلطات بفرض، عقوبة تشويه السمعة في العمل في السعودية.
سنشرح بالتفصيل ضمن مدونتنا القانونية، عن عقوبة تشويه السمعة في العمل في السعودية، كما فرضتها القوانين في السعودية.
اقرأ أيضاً: عقوبة تسجيل المكالمات بدون إذن في السعودية
ما هي عقوبة تشويه السمعة في العمل؟

بسبب كثرة الأشخاص في العمل، الذين يسعون لإيذاء زملائهم بكل الطرق، من خلال تشويه سمعتهم.
ولأن تشويه السمعة في العمل، هو انتهاك لحقوق العامل، من خلال نشر معلومات مغلوطة، قد تضر بالعامل أو بسمعة جهة العمل.
كما أنه انتهاك للقيم المهنية والاجتماعية، ويعاقب وفق القوانين المنصوص عليها، في نظام العمل السعودي، ونظام مكافحة الجرائم المعلوماتية.
ولذلك فرضت عقوبة تشويه السمعة في العمل في السعودية، على كل من تسول له نفسه، تشويه سمعة زملائه في العمل.
وتم اعتبار عقوبة تشويه السمعة في العمل، عقوبة مزدوجة للموظفين، وهذا ما سنتعرف عليه في فقراتنا التالية:
العقوبات الجنائية لتشويه السمعة في العمل:
و تكون عقوبة تشويه السمعة في العمل في السعودية، وفقاً للأنظمة القانونية وهي:
- تكون العقوبات تعزيزية، وفق ما يحكم به القاضي الجزائي الناظر للدعوى، عند ارتكاب الجريمة بالطرق التقليدية.
- أما عند ارتكاب الجريمة بالوسائل الإلكترونية، فأنها تعد جريمة إلكترونية، ويعاقب بالسجن لمد سنة، مع دفع غرامة تصل إلى 500000 ريال سعودي.
- أو تطبيق إحدى هاتين العقوبتين، وذلك وفقاً للمادة الثالثة، من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية.
العقوبات المدنية:
كما يتم فرض عقوبات تأديبية، وفق نظام العمل السعودي، أو أنظمة الخدمة المدنية، وتقرر الإدارة المختصة العقوبات وهي:
- ويتم توجيه إنذار، أو الحسم من الأجر، أو حجب علاوة الترفيع، وقد تصل في بعض الأحوال، إلى الفصل من العمل بحق الشخص المسيء.
- كما يحق للضحية، تقديم دعوى تعويض عن التشهير، للمطالبة بتعويض مالي، عن الأضرار التي لحقت به، نتيجة تشويه السمعة في العمل، ويكون التعويض، مالي ومعنوي ونفسي.
العقوبات بموجب الشريعة الإسلامية:
في حال كان التشويه للسمعة، يتضمن قذف أو سب، للضحية فيطبق عليه حد القذف، وفق الشريعة الإسلامية وهو الجلد.
الإجراءات التأديبية في مكان العمل:
يتم تطبيق العقوبات القانونية، كما تتخذ إدارة المؤسسة، عقوبات تأديبية داخلية، ضد الموظف المتورط، في تشويه السمعة، وتتفاوت تلك العقوبات، وفق سياسية الشركة ولوائحها الداخلية.
كما يتم رد الاعتبار للضحية، للتخلص من الآثار السلبية، لتشويه السمعة من خلال ما يلي:
ما هي أنواع رد الاعتبار؟
- رد الاعتبار القانوني: والذي ينفذ بقوة القانون.
- و رد الاعتبار القضائي: والذي يأتي بحكم قضائي.
اقرأ أيضاً: الفصل التعسفي
كيف تواجه تشويه السمعة في العمل؟
عند التعرض لتشويه سمعة في العمل، يجب عليك اتخاذ الخطوات التالية، لإثبات الجريمة وهي:
- القيام بجمع الأدلة: من خلال توثيق كل ما يتعلق بتشويه السمعة، وتسجيل تاريخ ومكان الحادث، وأسماء الأشخاص الموجودين.
- الاحتفاظ بكافة الرسائل على البريد الإلكتروني، أو الرسائل النصية.
- أو يتم أخذ لقطات شاشة، للمنشورات التي تشوه سمعتك والاحتفاظ بها.
- القيام بالتحدث للشخص المسيء: في حال كان الشخص مناسب للتحدث، إخباره بأن اتهاماته مغلوطة، وتلحق الضرر بسمعتك.
- ومحاولة حل المشكلة، بدون اللجوء للشكوى.
- وعند الفشل بإيجاد حل سلمي، القيام بإبلاغ صاحب العمل، وتقديم كل الأدلة على تشويه سمعتك.
- والطلب من صاحب العمل، القيام باتخاذ الإجراءات المناسبة.
- وعند عدم معاقبته، يتم اللجوء للإجراءات القانونية، وذلك في حال الاستمرار بتشويه السمعة، فيتم الجو للإجراءات القانونية.
- ويتم اعتبار تشويه السمعة في العمل، جريمة جنائية، يعاقب بالسجن لمدة سنة، مع دفع غرامة مالية 500000 ريال.
- والقيام بحماية نفسك، من خلال التحدث لشخص مقرب، لتلقي الدعم المعنوي لحل مشكلتك.
- و من الممكن اللجوء لمعالج نفسي، لتخطي المشكلة.
الحق الخاص في تشويه السمعة في العمل

كذلك بعد فرض، عقوبة تشويه السمعة في العمل في السعودية، يحق للضحية المطالبة، بحقه الخاص في جريمة تشويه السمعة، ويشمل تعويضاً عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت به.
وللحصول على الحق الخاص في تشويه السمعة في العمل، اتباع الخطوات التالية:
رفع دعوى تعويض تشويه سمعة
عند تعرضك لتشويه سمعة، فلقد أتاح النظام السعودي، رفع دعوى حق خاص، لأنها تعتبر من أنواع الجرائم الإلكترونية في السعودية، ويتم ذلك من خلال الخطوات التالية:
- تقديم بلاغ: في لبداية يجب تقديم بلاغ للجهات المختصة،( النيابة العامة، الشرطة).
- جمع الأدلة: يتم جمع الأدلة وإرفاقها مع الشكوى،( الشهادات، الرسائل، البريد الإلكتروني، أية وسائل تثبت جريمة التشويه، الاستعانة بالشهود للإداء بشهاداتهم).
- إعداد صحيفة الدعوى: يتم إعداد صحيفة الدعوى الجنائية، بشكل قانوني، وتتضمن كافة التفاصيل القانونية، المتعلقة بالواقعة، مثل بيانات الأطراف وتاريخ وقوع الفعل.
- تقديم الدعوى: حيث يتم تقديم الدعوى للمحكمة المختصة، بجرائم تشويه السمعة، مع إرفاق كافة البيانات المطلوبة، وفقاً للإجراءات الجزائية
- مراحل التحقيق الجنائي: يقوم القاضي باستدعاء الشهود، وسماع إفاداتهم وعرض الألة
- حضور الجلسات: يجب على طرفي الدعوى، أو موكليهم حضور الجلسات، لاستعراض الأدلة المقدمة
- الحكم: وذلك حين تظهر النتائج، ثبوت جريمة تشويه السمعة، ويتم إصدار حكم قضائي على المدعى عليه، بالسجن وغرامات مالية.
- الاستئناف: حيث يمكن للطرف المحكوم، استئناف الحكم للطعن فيه.
المصادر
- المادة(81) من نظام العمل السعودي.
- نظام الجرائم المعلوماتية.
ملخص
تفرض عقوبة تشويه السمعة في العمل في السعودية، على كل عامل يقوم بتشويه سمعة زميله، لتأثيرها السلبي على بيئة العمل، وأضرارها على من يتم تشويه سمعته، سواءً كان فرداً أو جهة عمل.
نصيحة قانونية
عند تعرضك لتشويه سمعة، يمكنك التقدم بشكوى للنيابة العامة، ومنها يتم تحويل الدعوى للمحكمة المختصة، ليتم الحكم على المدعى عليه، بالسجن لمدة سنة، مع دفع غرامات مالية والفصل من العمل، ولمعرفة بقية المعلومات، تابع مدونتنا القانونية، استشارات سعودية قانونية.
أهم الأسئلة حول عقوبة تشويه السمعة في العمل في السعودية
التشهير هو: نشر معلومات كاذبة، بحق الأشخاص للإلحاق الضرر بهم.
ويتم التشهير عبر الوسائل الإلكترونية.
ويعاقب بجريمة التشهير، وفق العقوبات المحددة، لنظام الجرائم المعلوماتية.
أما تشويه السمعة: فتشمل نشر معلومات صحيحة، أو كاذبة وتؤدي للإضرار بسمعة الشخص.
ويتم التشويه عبر التواصل الشخصي، أو الشائعات.
ويعاقب بجريمة تشويه السمعة، بموجب القانون العام، أو الشريعة الإسلامية.
لضمان قبول الدعوى في المحكمة، فهناك عدة شروط وهي:
أن يكون المدعي هو الشخص المتضرر، من تشويه السمعة، أو وكيله القانوني.
كما يجب أن يكون للمدعي الأهلية القانونية، ليتم رفع دعوى، أو يتولى وكيله ذلك.
ويجب أن يثبت المدعي، أن تشويه السمعة تسبب، بضرر فعلي سواء، كان ضرر مادي أو معنوي.
وكتابة كافة البيانات، مثل بيانات المدعي والمدعي عليه، و موضوع الدعوى.
و تقديم كافة الأدلة اللازمة، لإثبات جريمة تشويه السمعة.
و يجب تقديم بلاغ، ضد المدعى عليه للجهات المختصة.
حيث ترتكز هذه الجريمة، على ركنين مهمين، استناداً للنظام السعودي، ولا بد من وجودهما، ليتم فرض عقوبة تشويه السمعة في العمل في السعودية، وأجزاء الجريمة هي:
الجانب المادي: ويشمل كل من النشر والإعلان والإسناد.
الجانب المعنوي: وهو المقصود به جنائياً.